کد مطلب:352784 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:272

استخلاف عثمان
لما طعن الخلیفة عمر، قیل له استخلفت، فقال: لو كان أبو عبیدة الجراح حیا لاستخلفته " ولو كان سالم مولی أبی حذیفة حیا لاستخلفته، ثم قال لهم: " إن رجالا یقولون إن بیعة أبی بكر فلتة وقی الله شرها، وإن بیعة عمر كانت عن غیر مشورة، والأمر بعدی شوری) [1] قال: جعلت أمركم شوری إلی ستة نفر من المهاجرین الأولین، حیث سماهم قائلا: " ادعوا لی علیا وعثمان وطلحة والزبیر وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبی وقاص، فإذا اجتمع رأی أربعة، فلیتبع الاثنان الأربعة، وإذا اجتمع رأی ثلاثة وثلاثة،فاتبعوا رأی عبد الرحمن بن عوف فاسمعوا وأطیعوا... " [2] .



[ صفحه 61]



ومن الروایة أعلاه یظهر أن الخلیفة عمر قد جعل الترشیح بید عبد الرحمن بن عوف، وهذه صورة ثالثة من صور الشوری التی یقولون بها، وقد أمر الخلیفة عمر عبد الرحمن بن عوف أن یشترط فیمن یبایع له العمل بسیرة الشیخین - أبو بكر وعمر - بالإضافة إلی العمل بكتاب الله وسنة نبیه. وكما كان متوقعا، فقد انقسم الستة إلی ثلاثین ومرشحین " فأما الثلاثة فی الطرف الأول هم علی وطلحة والزبیر ومرشحهم هو علی، وأما الثلاثة فی الطرف الآخر فكانوا سعد وعثمان وطلحة ومرشحهم هو عثمان. وقد رفض الإمام علی علیه السلام شرط العمل بسیرة الشیخین حیث قال: " أعمل بكتاب الله وسنة نبیه واجتهادی " [3] بینما وافق عثمان علی ذلك الشرط، فآلت إلیه الخلافة تبعا لذلك. وقد أخرج البخاری جزءا من هذه الحادثة فی صحیحه، فبالروایة عن الحسور بن مخرمة قال: " طرقنی عبد الرحمن بعد هجع من اللیل فضرب الباب حتی استیقظت فقال: أراك نائما، فوالله ما اكتحلت هذه الثلاث بكثیر نوم، انطلق فادع لی الزبیر وسعدا فدعوتهما له فشاورهما ثم دعانی فقال: ادع لی علیا فدعوته فناجاه حق أبهار اللیل، ثم قام علی من عنده وهو علی طمع. ثم قال: ادع لی عثمان، فدعوته، فناجاه حتی فرق بینهما المؤذن بالصبح، فلما صلی بالناس الصبح واجتمع أولئك الرهط عند المنبر فأرسل إلی من كان حاضرا هن المهاجرین والأنصار وأرسل إلی أمراء الأجناد وكانوا وافوا تلك الحجة مع عمر. فلما اجتمعوا، تشهد عبد الرحمن ثم قال: أما بعد، یا علی إنی قد نظرت فی أمر الناس فلم أراهم یعدلون بعثمان، فلا تجعلن علی نفسك سبیلا. فقال (عثمان): أبایعك علی سنة الله ورسول هوالخلیفتین من بعده، فبایعه عبد الرحمن وبایعه الناس " [4] .

وهكذا فإنه بوضع الخلیفة عمر شرط قبول من یبایع له العمل بسیرة



[ صفحه 62]



الشیخان، بجانب العمل بكتاب الله وسنة نبیه، یكون قد قرر الخلافة لعثمان من حینه، لأنه كان یعلم موقف الإمام علی علیه السلام من هذا الشرط بالإضافة إلی علمه بأن طلحة والزبیر سیقفان فی جانب علی لما عرف من موقفهما المؤید له یوم السقیفة. أضف إلی ذلك إعطاء عمر حق الترجیح إلی عبد الرحمن بن عوف، لیتضح لك أی نوع من الشوری التی یزعمون؟


[1] تاريخ الطبري.

[2] تاريخ الطبري.

[3] خلفاء الرسول لخالد محمد خالد ص 272 ط الثامنة.

[4] صحيح البخاري ج 9 ص 239 كتاب الأحكام باب كيف يبايع الإمام الناس.